Duration 1:37

•تِـلاوة• الأُنـسُ بالله Jordan

166 watched
0
0
Published 15 Jul 2021

•السلام عليكم ورحمة الله وبركاته• بسم الله الحمدُ للهِ حمداً يليقُ بعظمته والصلاة والسلام على من الأمة أهتدت بهديه وأستنت بسنته،اللهم صلِّ وسلم وبارك عليه.. أمابعد:- •من #أجمل_ماقيل_في_الأنس_بالله_جلَّ_في_عُلاه •قال أحد الصالحين: مساكين أهل الدنيا خرجوا منها ولم يذوقوا أحلى ما فيها، قيل وما أحلى ما فيها؟ • قال ".معرفة الله تعالى والأنس به" ، والأنس بالله تعالى من أعلى منازل السالكين لطريق الله تعالى ومن غلب عليه حال الأنس لم تكن شهوته إلا في الإنفراد والخلوة، كما حكى أن إبراهيم بن أدهم نزل من الجبل فقيل له: من أين قبلت؟ فقال: من الأنس بالله، وذلك لأن الأنس بالله يلازمه التوحش من غير الله، بل كل ما يعوق عن الخلوة فيكون من أثقل الأشياء على القلب، كما روي أن موسى عليه السلام لما كلمه ربه مكث دهراً لا يسمع كلام أحد من الناس إلا أخذه الغثيان، لأن الحب يوجب عذوبة كلام المحبوب وعذوبة ذكره فيخرج من القلب عذوبة ما سواه. •ولذلك قال بعض الحكماء في دعائه: يا من آنسني بذكره وأوحشني من خلقه، وقال الله عز وجل لداود عليه السلام: كن لي مشتاقاً وبي متأنساً ومن سواي مستوحشا. •وقيل لرابعة، بم نلت هذه المنزلة؟ قالت، بتركي ما لا يعنيني وأنسي بمن لم يزل، وقال عبدالواحد بن زيد: مررت براهب فقلت له يا راهب لقد أعجبتك الوحدة؟ فقال: يا هذا لو ذقت حلاوة الأنس بالله لاستوحشت إليها من نفسك، الوحدة رأس العبادة، فقلت يا راهب ما أقل ما تجده في الوحدة؟ قال: الراحة من مدارة الناس والسلامة من شرهم، قلت يا راهب متى يذوق العبد حلاوة الأنس بالله تعالى؟ قال: إذا صفا الود وخلصت المعاملة، قلت، ومتى يصفو الود؟ قال: إذا اجتمع الهم فصار هماً واحداً في الطاعة، وقال بعض الحكماء: عجباً للخلائق كيف أرادوا بك بدلا؟! عجبا للقلوب كيف استأنست بسواك عنك؟! •فإن قلت: فما علامة الأنس؟ فاعلم إن علامتهُ الخاصة ضيق الصدر من معاشرة الخلق والتبرم بهم واستهتاره بعذوبة الذكر، فإن خالط فهو كمنفرد في جماعة ومجتمع في خلوة، وغريب في حضر، وحاضر في سفر، وشاهد في غيبة وغائب في حضور، مخالط بالبدن منفرد بالقلب، مستغرق بعذوبة الذكر. •ومن علامات المحب أن يأنس المحب بمحبوبه، فيأنس عباد الرحمن وأحباؤه بربهم، والأنس بالله جلَّ وعلا له في الطريق إلى الله المقام الأعلى وهو مرتبة الأئمة الربانيين والصفوة المختارين، وكل جليس إلى جليسه ينتسب. • وأي مرتبة تسمو إلى مكانة المحبين في أنسهم بربهم؟ يخلون إليه في محاريبه ويسمرون اليه بطاعته ويضيئون ليلهم بنور وجهه، ويقطعون نهارهم بجميل ذكره، ثم تأتي النشوة الكبرى إذ يغشى قلوبهم ما يغشى من سعادة واشراق، ولذة ونور «ألا بذكر الله تطمئن القلوب».. •قال أحد الصالحين: ١▪أول الأنس من العبد أن تأنس النفس والجوارح بالعقل، ويأنس العقل والنفس بعلم الشرع، ويأنس العقل والنفس والجوارح بالعمل لله خالصاً، فيأنس العبيد بالله، أي يسكن اليه. ٢▪والحال الثاني: أن يأنس العبد بالله ويستوحش من سواه، من العوارض والخواطر الشاغلة. ٣▪والحال الثالث: هو الذهاب عن رؤية الأنس بوجود الهيبة والقرب والتعظيم مع الأنس الجميل. •وقيل لأحد الصالحين ما علامة الأنس بالله؟ فقال: إذا رأيته يؤنس بخلقه فإنه هو ذا يوحشك من نفسه، وإذا رأيته يوحشك من خلقه فهو ذا يؤنسك بنفسه وسُئل الشعبي عن الأنس، فقال: وحشتك منك ومن نفسك ومن الكون. •والشعبي هنا يصور الأنس تصويراً دقيقاً محكماً، هو أن يستوحش الإنسان من نفسه ومن الحياة، فلايجدُ وجوده وأنسهُ إلا بالله، ومع الله، وأن يتجرد من كل شيء ليسعد بخالق الأشياء جميعا، وأن يعيش بقلبه في نطاق المحبة الربانية، وأن تطوف خواطره وجوارحه أبدا حول خالقها، وألا يشغل روحه ما يشغل الناس في الحياة، ومن ثم يصل إلى جلال الأنس وما أدراك ما جلال الأنس، ثم يصعد إلى السماء إلى درجة أعلى درجة التلذذ بكل ما يصدر من المحبوب، حتى الآلام حتى ما لا يطيقه الرجال.. •حدّث أحد الصالحين فقال: وقف رجل على الشبلي فقال له: أي صبر أشد على الصابرين؟ فقال الصبر لله. فقال الرجل لا: فقال: الصبر مع الله فقال لا: فغضب الشبلي، وهتف ويحك فماذا عندك أنت؟ فقال: الصبر عن الله، فصاح الشبلي صيحة كادت تتلف روحه!! نعتذر عن الإطالة ولو أن الكلام في ذكرِ اللهِ لايُمل ، سبحانك اللهم وبحمدك نشهدُ أن لاإله إلا أنت نستغفرُكَ ونتوب إليك..

Category

Show more

Comments - 0